تطور مدينة القاهره فى العصر المملوكى

لقد شهدت مصر عامه والقاهره خاصة ظهور الطاعون الاسود منذ العهد الاخير للمماليك البحريه حتى ان الميراث فى عهد الناصر حسن بن قلاوون يورث فيه البيت خمس مرات فى يوم واحد ، مما ادى الى عجز فى نظام الطباق الصغير فتغير فى عهد المماليك الجراكسه بأن اتوا بالمماليك الشباب مما نتج عنه ازمات اقتصاديه أثرت على النواحى المعماريه والتوسعيه لمدينه القاهره بإعتبارها عاصمه الدوله ومركز نقل الخلافه العباسيه فى مصر
فنلاحظ فى عهد
اولا : الظاهر بيبرس
جعل الناس تقوم بشراء الاراضى الفاطميه واستبدالها من بيت المال بعد ان كانت قاصره على الامراء فقط ، مع اننا نلاحظ انه بدايه من عهده بدأ التخطيط المعمارى التوسعى لمدينه القاهره يتغير عن عهد امماليك البحريه مثل المدارس والخانقاوات و المنشات التجاريه ، وهذا واضح فى الخانقاه التى أنشأها بشارع المعز لدين الله كما قام بإعاده بناء خانقاه سعيد السعداء
ثانيا : عهد الظاهر فرج بن برقوق
نلاحظ أنه عصر هذا السلطان تميز بأنه بدأ ينشىء فى منطقه خارج نطاق القاهره البحريه فى منطقه الصحراء المعروفه بالقرافه شرقا حيث وضع بذره التعمير فيها بإنشائه خانقاته فيها ، كما انه قام بتغير معمارى فى نظام المدارس البنائيه مثل تطوير مدرسه جوهر القنقبائى سنه 840 هـ
ثالثا : عهد المؤيد شيخ 
بدأت تظهر الفلوس النحاسيه فى عهده فأثرت بالتالى على النواحى الاقتصاديه والمعماريه ، مما دعا الى الانشاء على المبانى القديمه داخل مدينه القاهره ، مما أدى الى ظهور فكره إقامه المبانى الجركسيه على المبانى السابقه داخل القاهره وذلك للازمه الاقتصاديه ولضيق المساحه داخل  القاهره ، او تغير معالم بعض المبانى أو تحويلها إلى مبانى اخرى ، ومن أمثله ذلك بناء مسجده الجامع عند باب زويله الجنوبى حيث جعل مئذنتى المسجد أعلى البوابه ، ولم يكمل قبته الثانيه وجعل به منظره ليرى جيوشه وهى خارجه للحرب 
رابعا :عهد السلطان برسباى 
استمرت الازمه الاقتصاديه واضحه الظهور ، والذى اضطر لمعالجتها بأن اشترى كل تجاره الشرق وبيعها للغرب بمعرفته ، فالشىء فالشىء الذى بدينار يبيعه بعشرة دنانير مما أدى الى رواج فى النواحى المعماريه ، وقام ببناء مسجده الجامع فى المنطقه الشرقيه ، وقام برسباى أيضا ببناء دار لصناعه السفن بالقرب من ميناء بولاق مما أدى الى تعمير المنطقه ، ولقد تجددت دار الصناعه بها فى عهد العثمانين ومحمد على ، كما قام أيضا بإعاده حفر خليج الاسكندريه الذى عرف فى عهد محمد على بترعه المحموديه وذلك ليصل مياه النيل من القاهره الى الاسكندريه ، وقد ساعده هذا الخليخ فى غزو جزيره قبرص فى ثلاث حملات بحريه ، كما انه اوقف مدخلات هذا الخليخ للانفاق على بيمارستان الناصر محمد ، كما أنه استخدم هذه الاموال فى الانفاق على أماكن تخزين البضائع وذلك لتصديرها لتجاره جنوه والبندقيه حسب سياسه الاحتكار ، كما أنه قام بتجديد الوكالات التى فى مواجهه قياصر الناصر محمد بن قلاوون ، وأقام فى أخر هذا الشارع بتحويل بيت الامير بيسرى البحرى الى خان وقام بعمل ثمانيه حواصل بدلا من اربعه مما يدل على ضخامته ، كما أنه قام بمد الشارع الاعظم وأعاد ابناء حوله ، كما نلاحظ نلاحظ ظهور منطقتى دار البلح ودار الكتب بالقرب من منطقه بولاق ، فإستغلها السلطان برسباى فى توسعه المدينه
خامسا : عهد السلطان الاشرف إينال
 شهد عصره اكبر ازمه إقتصاديه فى تاريخ الدوله الجركسيه أثرت بالتالى على المبانى حيث صغرت مساحات المنشأت مما أدى الى كثافه المبانى فى الخطط
 وتزاحمها وظهور المجموعات المعماريه ( تضم جامع ومدرسه وسبيل وخانقاه )وتنظم الاوقات فيها بين المصلين والطلاب والصوفيه بمواعيد منتظمه 
سادسا : عهد السلطان جقمق 
إستقر النيل فى منطقه اخرى فعمل السلطان جقمق رصيف أخر ووسع ميناء بولاق مما جعل النيل يصل بين فرعيه رشيد ودمياط مما ادى الى الاتساع العمرانى على جانبيه 
سابعا : عهد السلطان قايتباى 
اكمل العمران حول امتداد الشارع الاعظم الذى إبتدائه برسباى فبنى على الناصيه وكاله وعند الازهر وكاله هما الباقيتان من ذلك العصر ، وبنى أماكن أخرى كالحمزاوى وخان الخليلى ونظرا للاقبال على تجاره الشرق قام بإنشاء ميدان القبق ( وهو عمود رخامى فى نهايته دائره فى وقت السلطان يوضع داخلها عصفوره من الذهب ، أما فى الاوقات العاديه يوجد أى هدف أخرى لتمرين الجنود على التصويب أمام لسلطان ) ، كما إنه انشىء حديقه بهذا الميدان تشبه الحديقه التى توجد فى ميدان الصوالجه فى قصر الجوسق الخاقانى فى قصر سامراء ، كما إنه وسع بذلك ميدان القبق الذى عرف منذ عهد الناصر محمد بن قلاوون وعمرت هذه المنطقه والتى عرفت بالدرب السلطانى والذى يوازى شارع صلاح سالم حيث خانقاه فىج بن برقوق ومجموعه السلطانقايتباى ، ومسجد الاشرف برسباى ويسير المامليك من هذا الطريق إلى القلعه حيث ينتهى الطريق بما يسمونه " عين المرسى " باب النصر ثم القاهره ( الطريق الشمالى )
ثامنا : عهد السلطان قنصوه الغورى 906 - 933 هـ
نلاحظ أن الازمه  

مدرسه السلطان حسن

Picture
Picture

الموقع :  تقع بميدان صلاح سالم أو القلعه بجوار جامع الرفاعى
المنشىء : السلطان الناصر حسن بن السلطان الناصر محمد بن السلطان الملك المنصور قلاوون تولى السلطنه مرتين 748 - 752 هـ والثانيه 755 - 762 هـ 
الوصف المعمارى :  تعتبر هذه المدرسه تتويج للنظام الايونى حيث تتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع إيوانات بالإضافه الى قبه ضريحيه و4 مدارس فرعيه 
الواجهات :  لهذه المدرسه أربع واجهات ، الرئيسيه هى الشماليه الشرقيه التى يقع بها المدخل وجميعها مشيده من الاحجار الضخمه المستجلبه من جبل المقطم ويبلغ أقصى أرتفاع لها 37.7 م ، وتنقسم الواجهات الى تجاويف رأسيه تشتمل على نوافذ سلفيه من البرونز أو النحاس ذو المصبعات وتحتل القندليات الجصيه ذات الزجاج الملون الآجزاء العلويه من هذه الدخلات 
المدخل الرئيسى:  يقع فى الزاويه الشماليه من البناء وهو تذكارى بارز على جانبيه مكسلتان يعلوهما حنيتان لجلوس الحراس ويتوج المدخل عقد مدبب محمول على مقرنصات ذات دلايات . وقسم المعمار واجهه المدخل إلى مناطق مستطيله ومربعه كان المفروض أن تكسى بالرخام،ويغلق على المدخل مصراعان من الخشب المصفح من أعمال السلطان برسباى سنه 825هـ
الدركاه  : يؤدى المدخل إلى دركه مربعه المساحه عباره عن تكوين صغير لمدرسه من ثلاث أيوانات أما الضلع الرابع فهو باب الدخول ولهذه الدركاه سقف على هيئه قبه من الحجر المشهر المحمول على مقرنضات
الداخل : الايوانات والصحن والمدارس الفرعيه والقبه 
الصحن  : مستطيل الشكل 34× 32  م يتوسطه فسقيه مثمنه من الرخام يحيط بها ثمانيه اعمده تحمل قبه خشبيه ويكسو الصحن طبقه من الرخام المتعدد الالوان ذات المسطحات الكبيره 
الايوان الجنوبى الشرقى  : هو اكبر ايوانات مصر على الاطلاق عمقخ 32 م وفتحه عقده 1.9 م له سقف على هيئه عقد مدبب من الحجر يتدلى منه سلاسل نحاسيه كانت معده لعمل المشكاوات ويوجد بهذا الايوان العناصر الاتيه 
المحراب : عباره عن حنيه نصف دائريه يكتنفها عمودان من الرخام المتعدد الالوان ويزخرف الطاقيه شكل داليه ويحيط بواجهه المحراب عقدان من الصنجات المعشقه 
المنبر : من الرخام وله بابان من النحاس المفرغ وله قمه على شكل القله 
دكة المبلغ : من الرخام عباره عن شرفه مستطيله محموله على عمد من الرخام الابيض 
الزخارف :  كانت كل جداران ايوان القبله مكسيه بوزرات رخاميه فقد معظمها ويعلوها أشرطه من الجص عليه أيات قرانيه بالخط الكوفى على أرضيه نباتيه 
القبه الضريحيه : وتقع الى الخلف من ايوان القبله ولها مدخلان عن يمين ويسار المحراب ، والقبه مربعه المساحه طول ضلعها 21 م  وارتفاعها الحالى 48م  ويتوسطها محراب فى وسط الجدار الجنوبى الشرقى والجداران جميعها مؤزره بالرخام ويعلو ذلك شرسط من الخشب عليه كتابات قرأنيه من أيه الكرسى وتاريخ الانتهاء من القبه سنه 764 هـ 
منطقه الانتقال : تتكون من مثلث معكوس من 7 صفوف من المقرنصات قاعدته لاعلى وهذه المقرنصات من الخشب المجلد 
القبه : كانت من الخشب المجلد بالتذهيب ولها سطح مغلف ببلاطات من الرصاص ولكنها سقطت سنه 1071 هـ وكانت تشبه القباب السمرقنديه ، والقبه الحاليه من اعمال إبراهيم باشا سنه 1082 هـ 
الايوانات الجانبيه : يحيط بالصحن 3 إيوانات تتساوى فى مساحتها المستطيله وهى مغطاه بأقبيه حجريه مدببه تفتح على الصحن بعقد مخموس وكانت مكسوه بالرخام 
المدرسه الفرعيه : يوجد بزاويه الصحن 4 مدارس فرعيه يمكن الوصول اليها من خلال 4 ابواب تتكون كل مدرسه من  صحن وايوان واحد لتدريس المذهب وحول هذه المدرسه توجد حجرات الطلبه والدارسين فى طوابق متعدده ويجد على المدخل الرئيسى لكل مدرسه ايات قرانيه واسم المدرسه 
المأذن : كان مخطط لهذه المدرسه ان تكون بأربع مأذن إثنان منهم بالزاويتين الجنوبيه والشرقيه وواحده فوق المدخل الرئيسى والاخيره فوق الزاويه الغربيه ولكن ما تم بناؤه بالفعل المإذنتين الشرقيه والجنوبيه ، والشرقيه سقطت عام 1070 هـ ووجدها ابراهيم باشا سنه 1082 هـ ، اما الجنوبيه فهى اصليه من العصر المملوكى ارتفاعها 81 م لها كرسى مربع يعلوه بدن مثمن فتح فيه مشترفات ودورتين من الحجر المفرغ ثم منطقه البابات والقمه التى على شكل القله
 ملحقات المدرسه : تقع هذه الملحقات بالجهه الشماليه الغربيه وهى عباره عن مساحه مربعه 412 م ، تتوسطها ميضأه من الرخام وحولها مجموعه من دورات المياه والى الخلف منها الساقيه 
مهندس البناء : لا يعرف أسم مهندس البناء ولكن أ / حسن عبد الوهاب  إكتشف اسم الشاد على العمائر وهو محمد بن بيلبلك المحسنى 
أعمال البناء والتخريب فى المدرسه 
 حال موت السلطان حسن دون إكمال الاعمال البنائيه فى المدرسه فقام الامير بشير اغا الجمدار بإستكمال بعض الاجزاء وهى
إستكمال التكسيات ارخاميه على أبواب المدارس الفرعيه 
بناء القبه الخشبيه فوق الضريح 
بناء قبه النافوره 
عمل مصراعى الباب الرئيسى للمدرسه والموجودان حاليا بمدرسه السلطان المؤيد شيخ ، وفيما بعد أصبحت المدرسه نتيجه لموقعها وضخامه بنائها طريقا ومراكزا لكل من أراد ضرب القلعه فى العصر المملوكى والعثمانى فمرت المدرسه بأطوار غريبه تراوحت ما بين البناء والهدم كما يلى
سنه 792 هـ فى عصر السلطان برقوق تم هدم السلالم وغلق الباب الرئيسى 
سنه 815 هـ فى عصر المؤيد إستولى على مصراعى المدرسه وجعلها على جامعه 
سنه 825 هـ قام السلطان برسباى بترميم السلالم وأصلح الباب الرئيسى 
سنه 842 هـ قام الثوار بمهاجمه القلعه فأمر السلطان جقمق بهدم السلالم 
سنه 858 هـ قام السلطان إينال بتجديد وإصلاح المأذنه والقبه 
سنه 902 هـ ضربت المدرسه فى عصر السلطان الناصر محمد بن قايتباى بالمكحله 
سنه 903 هـ قام الامي طومانباى الدودار بإصلاح المدرسه وأعاد لها الخطبه 
سنه 906 هـ حاول الاشرف جانبلاط هدم المدرسه كليا ولكنه فشل 
سنه 906 هـ قام العادل طومانباى بترميم المدرسه 
سنه 1149 هـ أغلقت المدرسه وسد بابها الرئيسى وظلت المدرسه متهدمه 51 عاما 
سنه 1200 هـ قام سليم أغا مستحفظان بإصلاح المدرسه وبنى سلالم جديده 
سنه 1915 هـ قامت لجنه حفظ الاثار بتجديد المدرسه وترميمها